البيت
stringlengths
11
114
ثم ارتحل صوب المدينة إنها لمحمد كانت حمى وحريما
فزر الرسول وصاحبيه بمسجد كالروض رف نضارة ونعيما
تتنزل الرحمات في ساحاته غدقا وتنتشر الطيوب شميما
قل للمريدين المدينة منهلا الموردين بها نفوسا هيما
حيوا بها الأنصار في أجداثهم وعلى الرسول فسلموا تسليما
وعلى الألى معه إليها هاجروا من بعد ما سيموا الهوان وسيما
وتجرعوا البلوى بمكة والأذى وتحملوا التجويع والتأويما
لا يهمل الله الصنيع فذكرهم دان وأن نأت الجسوم قديما
سل عنهم البيت الحرام فإنه ببلائهم في الفتح كان عليما
عادوا إليه فعاد مظهر حجه محضا من الدين الحنيف صميما
من للقصي بأن يطوف به وأن يرد المدينة زائرا فيقيما
نبذته أمواج القضاء بموطن مثل العراء فعاش فيه مليما
الشوق جنح قلبه فسما به والضر حطم جسمه تحطيما
يا مك واسمك خير أسماء القرى عند الندا وألذها ترخيما
هل يعلم الحجاج فيك لم التقوا وعلام جاءوا ينسلون وفيما؟
إن الذي فرض الفروض عليهم بالحق كان ولن يزال حكيما
الحج عنوان الإخاء مكبرا الحج منهاج الولاء قويما
الحج مدرسة التعارف شادها رب الورى وأدارها تعليما
قل للذين من الجزائر حزموا صوب الحجاز رحالهم تحزيما
الراكبين له الحديد بهيمة والخائضين له الظلام بهيما
أدوا إلى أهل الحجاز تحية وأقروا سلاما زاكيين رقيما
الله بالإسلام ألف بيننا قدما ووحد أرضنا إقليما
بالأمس كنا ظاهرين على العدى ومرغمين أنوفهم ترغيما
واليوم نسعى بعد فقد فخارنا أن نستعيد فخارنا ونديما
وإذا رغبت إلى جسيم في المنى فاركب إليه من الأمور جسيما
حث الخطى للعز واسلك نهجه ولو أن نهج العز كان جحيما
لو خاف موسى أن يحل به ردى في الطور لم يك للإله كليما
يا أمة شقيت ببعض رعاتها وتحملت منه العذاب أليما
ابغي التحرر وانشدي الإصلاح لا تبغي الوظيف وتنشدي التوسيما
ما ساد من فلح الوجوه بكفه لطما ولو نفع الأنوف لطيما
الأمن أن تثقي بربك نية وتشايعي قرانه تحكيما
فهو الذي يزع الشعوب مساعدا وهو الذي يسع الذنوب حليما
إن المنابر في الإسلام ما نصبت إلا لترفَع صوت الحق في الناس
فاخترْ لأعوادها من لا يلين له في الحق عود ولا يُصغي لخنّاس
ومن إذا رِيع سربُ الدين خفّ له ولم يكن لعهود الله بالناسي
ماذا بنفسك قد ألم يا أيها البحر الخضم
نام الخلائق كلهم وبقيت وحدك لم تنم
فالكون في صمت عميق غير صوتك فهو لم
والجو مؤتلق وفي جنباته البدر ابتسم
وأرى العبوس على محي ياك الجليل قد ارتسم
وأرى أنينك صارخا كالرعد دوى في الأكم
وأراك كالمشفى يضج ج من النسيم إذا ألم
فكأن موجك وهو يع ثر بالصخور إذا اصطدم
دمع جرى من موجع فقد التصبر فانسجم
يا بحر ما هذي الشكا ة ألست توصف بالعظم
ماذا التبرم بالحيا ة كأنما أشجاك هم
أتضيق ذرعا كابن آ دم بالوجود وما انتظم
ومن المعمر إذ طغى كم ذا أباد وكم هدم
أتضج من شرف يداس ومن المسيطر إذ ظلم
أتضج من حر يها ن ومن حقوق تهتضم
أتضج من جار يجو د ومن وضيع يحترم
أتضج من عبث السيا سة أو أخ خان الذمم
إني حيالك واقف فكرت فيك فلم أنم
وسئمت من أرقي فجئ ت إليك أطرح السأم
فلعل منظرك الجمي ل يذود عن قلبي الألم
كم قد طويت من القرو ن وكم محوت من الأمم
كم قد حويت من الرفا ت وكم ضممت من الرمم
أفأنت تاريخ تضم من ما جرى منذ القدم
دم مسترادا للحزي ن وسلوة لذوي الألم
وسماء وحي للأدي ب ومجتلى حسنا أتم
أقمنا كل سوق للفساد فهوجمنا بأسراب الجراد
وإن من الجراد لشر جند يصيب ذوي الشرور من العباد
وإنا كالجراد أذى وشرا كلانا قد أغار على البلاد
إلهي لا تؤاخذنا فإنا لنبرأ من فساد ذوي الفساد
لك الحمد تعطي من تشاء وتقبض فصل على من كان للدين يفرض
وجاز إلهي نخبة جاد عصره به وبمثل فاضل متقبض
تردى بنيل واكتسى ثوب فخره له من قريض الشعر درع مفضض
تصوغه لما استذل صعابه كريم على فعل الكرام يحضض
متى تلقه تلقى نبيها مملكا صفوحا على من كاد منه ومعرض
أديب أريب حافظ للذي روى وأستاذ قرن عندما قد يقيض
فحرك مني ساكنا نظمه الذي تخاله درا بل جمان مفضض
رماني لما استماتت صبابتي ولم لا وفي الدهر أقلي وأبغض
فلا ترى إلا شانئا عن تحسد وكاشر وجه في الجنان ممرض
تعرضني الأنذال إذ صرت بينهم كذى طيران بالجناح تقرض
فلله ما لاقاه قلبي من الأسى ومن ربعهم تالله أنفك أغرض
فيا ليت شعري هل أبيتن ليلة بعدوة واديها وللدار أرفض
وحولي أهلي والركاب مناخة بما حملت من ثقل زاد تنهض
إلى خير خلق الله تنحو مطيتي ودار بها الكربات تجلى وتنقض
ثوائي بها أرجوه حيا وميتا بغرقدها الأنوار تبدو وتومض
فأنشر فيها ما حييت نفايسا تحل عويصا أو مقفل يغمض
وأظهر من عوراء أهلي وجيرتي دفاتر طول الدهر فيهم تبغض
وأشكوهم لله ثم لمن بها عظيما على المولى يسن ويفرض
وإني وإن طالت بي المنية التي أرجي ففيها لم أزل أتعرض
ورد جموح النفس بعد تندد لمأوى أخ بالخير باد ومعرض
فلي في مجال الشعر أعلى منصة بها قد قضى أصل وطبع مريَّض
فيعرفه أهل ويأباه جاهل غبي ومن بالضغن للقدر يخفض
وأهدي سلاما طيب النشر للذي بذكراه مني العرق قد صار ينبض
فأحيى مواتا واستفز نباته وأطفأ في الأحشاء ما كان يرمض
له الفضل بدءا والإثابة بيننا لآلي عقود في الفؤاد تأرض
تنبأته من سوقه لقصيدة بقافية بالعجز عنها يعرض
فما أقبح التقصير والجهل بالفتى إذا عاصف التثريب في الوجه ينفض
وصل إلهي كل وقت وساعة على من لرجس الشرك ينفي ويدحض
وآله والأصحاب ما هبت الصبا وما دام داعي الله للكفر يعرض
وأنصاره والتابعين لهم ومن لكل أمور الله تجر مفوض
أتى لمكة سيل قد أحاط بها فأغرق الناس ليلاً وهو يغشاهم
فعند هذا لسان الحال أخبرنا هذا جزاؤهم مما خطاياهم
يا نفس عودي إلى باب التقى عودي فإن أيدي شيبي قد حنت عودي
ما ينفع اسمي محمود إذا احتوشت بي الذنوب وفعلي غير محمود
حركات الوزير قد بشرتنا بدوام السرور والبركات
وكأنا أهل الجنان نزلنا عنده آمنين في الغرفات