1 00:00:20,790 --> 00:00:23,950 أعوذ بالله السميع العلي من الشيطان الرجيم بسم الله 2 00:00:23,950 --> 00:00:28,830 الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم 3 00:00:28,830 --> 00:00:32,610 على رسول الله الأمين محمد بن عبد الله الصادق 4 00:00:32,610 --> 00:00:36,730 الأمين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين 5 00:00:36,730 --> 00:00:41,270 اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلًا وأنت تجعل الحزن إن 6 00:00:41,270 --> 00:00:45,410 شئت سهلًا اللهم علّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علّمتنا 7 00:00:45,410 --> 00:00:51,140 وزدنا علمًا إنك أنت العليم الحكيم وابعدنا ستكمل في 8 00:00:51,140 --> 00:00:55,160 هذا اليوم المبارك الحديث عن صفات الأنبياء 9 00:00:55,160 --> 00:00:58,780 والمرسلين انتهينا في اللقاء السابق عن صفات 10 00:00:58,780 --> 00:01:03,560 الأنبياء والمرسلين الخَلْقيّة اليوم إن شاء الله سنبدأ 11 00:01:03,560 --> 00:01:07,500 في صفات الأنبياء والمرسلين الخُلُقيّة 12 00:01:10,130 --> 00:01:17,290 ستة صفات أولها العصمة ثم الصدق والأمانة ثم الفطنة 13 00:01:17,290 --> 00:01:24,310 والذكاء ثم العدل والضبط ثم الرحمة بالناس ثم شرف 14 00:01:24,310 --> 00:01:29,330 النسب هذه ستة صفات سنتحدث فيها إن شاء الله في 15 00:01:29,330 --> 00:01:34,590 هذا اللقاء وقد نحتاج إلى لقاء آخر نبدأ بمشيئة الله 16 00:01:34,590 --> 00:01:41,390 في الصفة الأولى وهي صفة العصمة فالأنبياء والمرسلون 17 00:01:41,390 --> 00:01:44,970 لابدّ أن يكونوا معصومين من الوقوع في الذنوب 18 00:01:44,970 --> 00:01:52,050 والمعاصي لأنهم ببساطة هم قدوة لنا فلو كانوا غير 19 00:01:52,050 --> 00:01:57,050 معصومين ووقعوا في هذه الذنوب ونحن مكلفون بالاقتداء 20 00:01:57,050 --> 00:02:03,450 بهم والسير على نهجهم لكان ذلك تناقضًا لو وقعوا لكان 21 00:02:03,450 --> 00:02:08,230 ذلك رخصة لنا في الوقوع في المعاصي بداية 22 00:02:09,600 --> 00:02:14,600 knowledge في الموضوع بشكل طبيعي فنعرف العصمة لغة 23 00:02:14,600 --> 00:02:20,720 ثم اصطلاحًا ثم نقف على رأي العلماء والفرق وال 24 00:02:20,720 --> 00:02:25,460 طوائف في عصمة الأنبياء عليهم السلام العصمة في 25 00:02:25,460 --> 00:02:32,470 اللغة بمعنى المنع العصمة بمعنى المنعِ يدلّ على ذلك 26 00:02:32,470 --> 00:02:38,650 قول الله تعالى قالت فذلكن الذي لُمتنّي فيه ولقد 27 00:02:38,650 --> 00:02:43,710 روادته عن نفسه فاستعصم فاستعصم أي امتنع امتنع شديد 28 00:02:43,710 --> 00:02:48,990 الحديث هنا عن سيدنا يوسف عليه السلام الحديث هنا 29 00:02:48,990 --> 00:02:57,590 زوجة العزيز تتحدث فتقول للنسوة هذا الأمر الذي يعني 30 00:02:57,590 --> 00:03:04,820 وقع لو مكن علي فيهوانا اعترف لقد روادته عن نفسه 31 00:03:04,820 --> 00:03:11,840 لكنه استعصم بمعنى هو الموقف كان من جانبه الامتناع 32 00:03:11,840 --> 00:03:18,800 الشديد وفي الحديث أيضًا في القرآن أيضًا عن ابن سيدنا 33 00:03:18,800 --> 00:03:23,780 نوح عليه السلام قال ساوي إلى جبل يعصمني من الماء 34 00:03:23,780 --> 00:03:31,970 يمنعني أي يمنعني من الغرق فالعصمة لغة المنع أما 35 00:03:31,970 --> 00:03:39,210 اصطلاحًا فعندنا معنيان المعنى الأول اصطلاحًا 36 00:03:39,210 --> 00:03:48,350 حفظ الله تعالى أنبياءه ورسوله من النقائص هذا حفظ 37 00:03:48,350 --> 00:03:54,130 الله عز وجل العصمة الله عز وجل يحفظ مرسليه 38 00:03:54,130 --> 00:04:00,570 وأنبيائه من النقائص ويخصصهم بالكمالات النفسية 39 00:04:01,820 --> 00:04:07,380 والنصرة والثبات في الأمور وإنزال السكينة هذا 40 00:04:07,380 --> 00:04:11,800 المعنى الأول للعصمة ومعناه أن الله تبارك وتعالى 41 00:04:11,800 --> 00:04:16,900 يحفظ أنبياءه ومرسليه من الوقوع في النقائص الزنا 42 00:04:16,900 --> 00:04:24,100 وشرب الخمر والقتل والغل والحقد والحسد هذه نقائص 43 00:04:24,100 --> 00:04:30,600 والزنا وشرب الخمر والكذب، كل هذه نقائص الله عز وجل 44 00:04:30,600 --> 00:04:35,680 حفظ أنبياءه من الوقوع فيها، بل هو خصّصهم سبحانه 45 00:04:35,680 --> 00:04:40,420 وتعالى وزينهم وجملهم بالكمالات النفسية، العدل 46 00:04:40,420 --> 00:04:48,080 والضبط والأمانة والصدق والعفة عن المحارم والوفاء 47 00:04:48,080 --> 00:04:52,340 بالعهد، هذه كلها من صفات الأنبياء ومن الكمالات 48 00:04:52,340 --> 00:04:56,720 التي تحلّى بها الأنبياء عليهم السلام، زد على ذلك 49 00:04:56,720 --> 00:05:02,720 أن الله عز وجل نصرهم وثبّتهم في الأمور كلها وأنزل 50 00:05:02,720 --> 00:05:07,220 عليهم السكينة، فلا يتزلزلوا حين الشدائد والفتن، 51 00:05:07,220 --> 00:05:12,780 نجدهم ثابتين، قلوبهم مطمئنة، واثقين من نصر الله 52 00:05:12,780 --> 00:05:21,070 تعالى هذا معنى العصمة اصطلاحًا هذا شرحٌ للإيه؟ للمعنى 53 00:05:21,070 --> 00:05:27,930 الأول للعصمة أو تعريف آخر ومختصر العصمة هي ملكة هي 54 00:05:27,930 --> 00:05:35,050 ملكة اجتناب المعاصي مع التمكن منها مع التمكن منها 55 00:05:35,050 --> 00:05:38,290 الآن كل 56 00:05:39,590 --> 00:05:43,310 كما قال النبي كل ابن آدم خطّاء وخير الخطائين 57 00:05:43,310 --> 00:05:48,050 التوابون فكلنا باستطاعته أن يفعل الذنب والمعصية 58 00:05:48,050 --> 00:05:55,590 وكلنا يقع في الذنب والمعصية قد يمنع نفسه وقد لا 59 00:05:55,590 --> 00:06:00,170 يسيطر على نفسه أما الأنبياء والمرسلين فهم مجبولون 60 00:06:00,170 --> 00:06:06,430 على اجتناب المعاصي هم مجبولون فالله عز وجل حافظهم 61 00:06:06,430 --> 00:06:16,050 هم قادرين بكونهم من البشر يمكن أن يقعوا في الأخطاء 62 00:06:16,050 --> 00:06:20,550 والذنوب والمعاصي، لكن الله عز وجل يحفظهم، فحفظ 63 00:06:20,550 --> 00:06:25,730 الله لهم هو العصمة، هو عصمة الله لهم هي ملكة إذن 64 00:06:25,730 --> 00:06:32,610 ملكة اجتناب المعاصي مع التمكن مع التمكن منها قادر 65 00:06:32,610 --> 00:06:35,930 الواحد منهم أن يقع في المعصية لكن الله عز وجل 66 00:06:35,930 --> 00:06:45,550 يحفظه وكما قلنا العصمة لغة هي المنع نأتي إلى رأي 67 00:06:45,550 --> 00:06:49,250 الناس في عصمة الأنبياء بشكل عام نقصد بالناس 68 00:06:49,250 --> 00:06:54,390 الطوائف والفرق التي ظهرت في التاريخ الإسلامي فهناك 69 00:06:54,390 --> 00:06:59,930 طائفة يُقال لها الكرامية أتباع أبي عبد الله 70 00:06:59,930 --> 00:07:04,130 السجستاني هؤلاء 71 00:07:04,130 --> 00:07:10,330 يقولون بأنّ رسول الله يعصون الله في جميع الكبائر 72 00:07:10,330 --> 00:07:19,830 والصغائر عندًا هذا رأيهم إلا الكذب في التبليغ فهم 73 00:07:19,830 --> 00:07:24,150 معصومون في ذلك لا يكذبون على الله في الوحي الذي 74 00:07:24,150 --> 00:07:31,310 أنزله الله عز وجل عليهم قال ابن حزم هؤلاء لهم سلف 75 00:07:31,310 --> 00:07:37,690 ليسوا هم وحدهم الذين يقولون هذا القول إنما اليهود 76 00:07:37,690 --> 00:07:43,330 أيضًا يقولون مثلهم والنصارى أيضًا ويقول ابن حزم 77 00:07:43,330 --> 00:07:48,270 الاندلسي عليه رحمة الله يقول وسمعت من يحكي عن 78 00:07:48,270 --> 00:07:54,120 بعض الكرامية أنّهم يجوزون على الله على الرسول عليه 79 00:07:54,120 --> 00:07:58,660 الصلاة والسلام الكذب في التبليغ أيضًا حتى الكذب في 80 00:07:58,660 --> 00:08:05,760 التبليغ أيضًا يقعون فيه ولذلك هو عليه رحمة الله 81 00:08:05,760 --> 00:08:12,860 في كتابه الفصل يصدر عليهم حكما يقول وهذا كله كفر 82 00:08:12,860 --> 00:08:18,910 مجرد وهذا صحيح هذا كفر مجرّد هذه جرأة على أنبياء 83 00:08:18,910 --> 00:08:24,910 الله عز وجل وصفوته من خلقه وشركه المحض وردّ عن 84 00:08:24,910 --> 00:08:32,650 الإسلام هؤلاء مهدوري الدم يجب البراءة منهم في 85 00:08:32,650 --> 00:08:38,070 الدنيا ويوم القيامة هؤلاء الذين يقولون بأنّ 86 00:08:38,070 --> 00:08:41,570 الأنبياء والمرسلين يعصون الله في جميع الكبائر 87 00:08:41,570 --> 00:08:42,170 والصغائر 88 00:08:44,760 --> 00:08:50,640 إذا من يقول بهذا القول؟ الكرامية واليهود والنصارى 89 00:08:50,640 --> 00:08:57,940 طائفة أخرى يقولون لا يجوز عليهم على الأنبياء 90 00:08:57,940 --> 00:09:03,040 والمرسلين كبيرة من الكبائر أصلاً الأنبياء لا يقعون 91 00:09:03,040 --> 00:09:08,960 في الكبائر وجوزوا عليهم الصغائر بالعمد يعني يمكن أن 92 00:09:08,960 --> 00:09:13,740 تقع منهم الصغيرة عمدًا هؤلاء 93 00:09:15,270 --> 00:09:19,710 يعني من هؤلاء الذين قالوا بهذا القول ابن فورق وهو 94 00:09:19,710 --> 00:09:26,650 من علماء الأشاعرة من علماء الأشاعرة أما السواد 95 00:09:26,650 --> 00:09:32,330 الأعظم من المسلمين من أهل القبلة فيذهبون إلى أنّ 96 00:09:32,330 --> 00:09:41,900 الأنبياء والمرسلين معصومين من الكبائر والصغائر فلا 97 00:09:41,900 --> 00:09:46,900 يجوز بتة أن يقع من نبي أصلاً معصية بعمد لا صغيرة 98 00:09:46,900 --> 00:09:53,920 ولا كبيرة وهذا القول يقول به جميع أهل الإسلام من 99 00:09:53,920 --> 00:09:59,620 أهل السنة والمعتزلة والخوارج والشيعة الرأي الثالث 100 00:09:59,620 --> 00:10:05,780 إذا أنه لا يجوز بتة أن يقع من نبي أصلاً معصية 101 00:10:05,780 --> 00:10:12,480 بعمد لا صغيرة ولا كبيرة عقب ابن حزم على هذا الكلام 102 00:10:12,480 --> 00:10:17,980 فقال وهذا القول الذي الذي ندين الله تعالى به ولا 103 00:10:17,980 --> 00:10:24,160 يحلّ لأحد أن يدين بسواه هذا هو الرأي الصحيح والصواب 104 00:10:24,160 --> 00:10:32,500 وكون الأنبياء وظيفتهم الأصلية التبليغ تبليغ شرع 105 00:10:32,500 --> 00:10:35,760 الله تبارك وتعالى ل 106 00:10:37,180 --> 00:10:44,420 خلقه من الناس وكونهم بشر نحن سننظر في هذا الموضوع 107 00:10:44,420 --> 00:10:49,860 موضوع العصمة من جانبين الجانب الأول العصمة في 108 00:10:49,860 --> 00:10:56,620 الدين ثم الجانب الثاني العصمة من الأخطاء البشرية 109 00:10:56,620 --> 00:11:08,100 العصمة في الدين أولا يا ترى هل هم معصومون في تبليغ 110 00:11:08,100 --> 00:11:16,720 الدين أم يمكن أن يكتم الواحد منهم أو أن يقع ما يخلّ 111 00:11:16,720 --> 00:11:23,860 بالوحي الذي أوحاه الله تبارك وتعالى لأحد أنبيائه؟ 112 00:11:23,860 --> 00:11:28,300 رأي أهل السنة والجماعة في هذا الأمر أنّ الأنبياء 113 00:11:28,300 --> 00:11:34,740 والمرسلين عليهم الصلاة والسلام معصومون في التبليغ 114 00:11:34,740 --> 00:11:39,430 عن الله تبارك وتعالى فلا يكتمون شيئًا مما أوحاه الله 115 00:11:39,430 --> 00:11:46,370 إليهم ولا يزيدون عليه ولا ينقصون شيئًا من عند 116 00:11:46,370 --> 00:11:53,250 أنفسهم فكلهم عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم 117 00:11:53,250 --> 00:11:58,850 استجابوا لقول الله تعالى يا أيها الرسول بلّغ ما 118 00:11:58,850 --> 00:12:05,210 أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته فكلهم 119 00:12:06,330 --> 00:12:11,950 بلّغ الرسالة وهذا ما نشهد به كلهم بلّغ الرسالة وأدى 120 00:12:11,950 --> 00:12:17,350 الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده ولم يخفِ 121 00:12:17,350 --> 00:12:21,870 شيئًا من الوحي الذي أوحاه الله عز وجل عليهم أقول 122 00:12:21,870 --> 00:12:29,070 جميع الأنبياء كلهم بهذا الفهم لأننا مأمورون بذلك كل 123 00:12:29,070 --> 00:12:36,010 آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من 124 00:12:36,010 --> 00:12:40,170 رسله هذا ما يتوجب علينا هذا ما تجيبه علينا عقيدتنا 125 00:12:40,170 --> 00:12:46,050 أن نعتقد في الأنبياء جميعًا كلهم على حد سواء أنّ لم 126 00:12:46,050 --> 00:12:52,610 يقصر أحد منهم في تبليغ الشرع الذي أوحاه الله عز 127 00:12:52,610 --> 00:12:58,350 وجل إليه، هذا بعد الإيمان بهم جميعًا أنهم كلهم كانوا 128 00:12:58,350 --> 00:13:01,970 على حد سواء، كلهم بلغوا الرسالة وأدوا الأمانة 129 00:13:01,970 --> 00:13:09,190 ونصحوا الأمة أمامهم ولم يقصروا في واجب الدين البتة 130 00:13:09,190 --> 00:13:13,670 فالأنبياء في تبليغهم لدين ربهم وشريعته لا يخطئون 131 00:13:13,670 --> 00:13:19,380 في شيء البتة، لا كثيرًا ولا قليلًا، لا كثيرًا ولا قليلًا بل 132 00:13:19,380 --> 00:13:26,120 هم دائمًا معصومون، دائمًا معصومون، هذا ما اتفقت عليه 133 00:13:26,120 --> 00:13:33,720 الأمة، هذا ما يجب أن يستقر في أذاننا، فالشاك في نبي 134 00:13:33,720 --> 00:13:44,390 شاك في الله تبارك وتعالى، الشاك في نبي أنه أخفى شيئًا 135 00:13:44,390 --> 00:13:49,550 أو غير أو بدل أو زاد أو نقص هو شاك في الله عز وجل 136 00:13:49,550 --> 00:13:57,130 فالله عز وجل هو الذي اختار هذا النبي، هو الذي أرسل 137 00:13:57,130 --> 00:14:04,020 هذا الرسول، قال تبارك وتعالى: الله أعلم حيث يجعل 138 00:14:04,020 --> 00:14:09,600 رسالته، فالشاك في الرسول شاك في الله تبارك وتعالى 139 00:14:09,600 --> 00:14:14,560 كأنه قال، كأنه يقول: الله لم يكن حكيمًا عندما اختار 140 00:14:14,560 --> 00:14:19,040 هذا النبي أو ذاك الرسول لحمل هذا الوحي أو هذه 141 00:14:19,040 --> 00:14:24,470 الرسالة، هكذا هو المفهوم، فالأنبياء والمرسلون كلهم 142 00:14:24,470 --> 00:14:32,890 معصومون، هذا أمر مبتوت فيه، هذا أمر حتمي لا نناقش 143 00:14:32,890 --> 00:14:39,130 فيه البتة ولا نشك ولا نرتاب، الأنبياء كلهم معصومون 144 00:14:39,130 --> 00:14:45,330 ويكفينا في نبينا مثلًا، ويكفينا في نبينا مثلًا أن يقول 145 00:14:45,330 --> 00:14:50,530 الله تبارك وتعالى لنا: وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا 146 00:14:50,530 --> 00:14:55,750 وحي يوحى، كل ما يصدر عنه عليه الصلاة والسلام إنما 147 00:14:55,750 --> 00:15:00,730 هو وحي، قال شيخ الإسلام ابن تيمية عليه الرحمة: الله 148 00:15:00,730 --> 00:15:07,410 فإن الآيات المعجزات، يعني الدالة على نبوة الأنبياء 149 00:15:07,410 --> 00:15:11,270 وقد تحدثنا عنها سابقًا في اللقاءات السابقة، دلت على 150 00:15:11,270 --> 00:15:16,310 أنهم معصومون فيما يخبرون به عن الله، فلا يكون خبرهم 151 00:15:16,310 --> 00:15:23,980 إلا حقًا، وهذا معنى النبوة وهو يتضمن أن الله ينبئه 152 00:15:23,980 --> 00:15:28,620 بالغيب، وأنه ينبئ الناس بالغيب، والرسول مأمور بدعوة 153 00:15:28,620 --> 00:15:34,000 الحق وتبليغهم رسالات ربهم، هذا بالنسبة للتبليغ في 154 00:15:34,000 --> 00:15:39,800 الدين، إذا هذا أمر حكمي لا نناقش فيه، هذا أمر مغلق 155 00:15:39,800 --> 00:15:45,850 منهي عندنا أن الأنبياء والمرسلين معصومون، لا 156 00:15:45,850 --> 00:15:51,150 يخطئون، لا يزيدون، لا ينقصون، لا عمدًا ولا سهوًا ولا 157 00:15:51,150 --> 00:15:56,410 بأي طريقة من الطرق، نأتي إلى الأمر الثاني، كونهم بشر 158 00:15:56,410 --> 00:16:01,950 هل يترا يمكن أن يصدر منهم الخطأ؟ إذا العصمة 159 00:16:01,950 --> 00:16:06,410 بالنسبة للأنبياء كأناس يصدر منهم الخطأ فهم على 160 00:16:06,410 --> 00:16:15,360 حالات ثلاث، لنرى أولًا وقوع الكبائر منهم، وقوع الكبائر 161 00:16:15,360 --> 00:16:24,240 منهم عنوان له عدم وقوع الكبائر منهم مطلقًا، مطلقًا 162 00:16:24,240 --> 00:16:31,200 لا قبل البعثة ولا بعد البعثة، فالكبائر لا تصدر من 163 00:16:31,200 --> 00:16:36,400 الأنبياء أبدًا، فهم معصومون من الكبائر سواء قبل 164 00:16:36,400 --> 00:16:42,010 بعثته أم بعدها، هذا القول كما يذكر ابن تيمية أنهم 165 00:16:42,010 --> 00:16:45,550 معصومون.. أن الأنبياء معصومون.. معصومون عن 166 00:16:45,550 --> 00:16:52,230 الكبائر دون الصغائر، هو قول أكثر علماء الإسلام، أنا 167 00:16:52,230 --> 00:16:57,410 أتكلم هنا في الكبائر، هم معصومون عن الكبائر مطلقًا 168 00:16:57,410 --> 00:17:02,430 قبل البعثة وبعدها، هو قول أكثر علماء أهل الإسلام 169 00:17:03,380 --> 00:17:07,380 وجميع الطوائف، وهو أيضًا قول أكثر أهل التفسير 170 00:17:07,380 --> 00:17:11,900 والحديث والفقهاء، بل لم ينقل عن السلف والأمة 171 00:17:11,900 --> 00:17:16,380 والصحابة والتابعين وتابعيهم إلا ما يوافق هذا القول 172 00:17:16,380 --> 00:17:22,580 إذا هذا الأمر أيضًا ننتهي منه من الحديث فيه ونحن 173 00:17:22,580 --> 00:17:28,260 مطمئنون واثقون معتقدون اعتقادًا جازمًا قاطعًا أن 174 00:17:28,260 --> 00:17:33,410 الأنبياء والمرسلين لم تقع من أي واحد منهم أي كبيرة 175 00:17:33,410 --> 00:17:40,930 من الكبير لا قبل البعث ولا بعدها، ننتقل إلى الصغائر 176 00:17:40,930 --> 00:17:47,010 وننظر إلى العنوان، إمكان 177 00:17:47,010 --> 00:17:52,310 وقوع الصغائر منهم، قد 178 00:17:52,310 --> 00:17:56,570 تقع الصغائر من بعضهم 179 00:17:58,950 --> 00:18:04,230 قد إذا دخلت على الفعل المضارع تفيد التشكيك، ليس 180 00:18:04,230 --> 00:18:08,550 شرطًا أن تقع الصغيرة منهم، وإن وقعت ليس شرطًا أن تقع 181 00:18:08,550 --> 00:18:15,030 منهم جميعًا، قد تقع من بعضهم، ولهذا ذكر أهل العلم إلى 182 00:18:15,030 --> 00:18:21,290 أنهم غير معصومين منها، وإذا وقعت منهم فإنهم لا 183 00:18:21,290 --> 00:18:27,510 يقررون عليها، بل ينبههم الله تبارك وتعالى فيبادرون 184 00:18:27,510 --> 00:18:34,750 بالتوبة منها، فيبادرون بالتوبة منها، وأنا هنا حقيقة 185 00:18:34,750 --> 00:18:41,170 أريد أن أنبه إلى أننا نتكلم عن صفوة خلق الله تبارك 186 00:18:41,170 --> 00:18:47,150 وتعالى، وهم الأنبياء عليهم السلام، الأنبياء صفوة 187 00:18:47,150 --> 00:18:52,590 الله من خلقه، وعند الحديث عنهم يجب أن يكون الإنسان 188 00:18:52,590 --> 00:18:58,970 في غاية الانتباه والأدب، ولا يجترئ على أنبياء الله 189 00:18:58,970 --> 00:19:05,130 تبارك وتعالى، يجب أن يكون في غاية الأدب والانتباه 190 00:19:05,130 --> 00:19:09,650 عند الحديث عن أنبياء الله تبارك وتعالى، ولما قلنا 191 00:19:09,650 --> 00:19:15,190 إمكان وقوع الصغائر منهم فقط لأن القرآن الكريم أثبت 192 00:19:15,190 --> 00:19:23,590 لبعضهم بعض هذه الصغائر، أثبت لبعضهم، وكثير من العلماء 193 00:19:23,590 --> 00:19:28,950 ذهب ومال إلى أن هذه الأمور التي السنة تحدث عنها 194 00:19:28,950 --> 00:19:35,210 كانت قبل البعثة وليست بعد البعثة، وحتى لو كانت بعد 195 00:19:35,210 --> 00:19:42,670 البعثة، هذا يدل على بشريتهم، هذا يدل على بشريتهم، هذا 196 00:19:42,670 --> 00:19:50,110 الأمر الأول، ثم هم لم يقرّوا عليها، لم يسكت عنهم 197 00:19:50,110 --> 00:19:56,090 الوحي، إنما أرسل الله لهم جبريل أنزل عليهم الوحي 198 00:19:56,090 --> 00:20:01,910 فنبّههم فانتبهوا فاستغفروا وتابوا ورجعوا وعادوا 199 00:20:01,910 --> 00:20:07,020 وتابوا وأنابوا إلى الله تبارك وتعالى، والإنسان بعد 200 00:20:07,020 --> 00:20:13,900 التوبة غالبًا دائمًا يكون أفضل مما هو عليه قبل 201 00:20:13,900 --> 00:20:20,510 التوبة، إذا لنذكر نماذج تثبت أن بعض الأنبياء وقعت 202 00:20:20,510 --> 00:20:26,330 منهم بعض الصغائر، بعض الصغائر، وهي معدودة، معدودة 203 00:20:26,330 --> 00:20:30,490 على الأصابع، يعني قد نجد للواحد منهم خطأ هنا أو 204 00:20:30,490 --> 00:20:35,370 هناك من الصغائر، هفوات هنا أو هناك، بعكس حالنا 205 00:20:35,370 --> 00:20:39,930 نحن، لا أخطاؤنا ومعاصينا لا تعد ولا تحصى، أسأل 206 00:20:39,930 --> 00:20:44,810 الله المغفرة، من ذلك ما ثبت في حق آدم عليه السلام 207 00:20:46,520 --> 00:20:53,720 قال تعالى: وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب 208 00:20:53,720 --> 00:21:00,880 عليه وهدى، فإذا آدم عليه السلام، هذه الآية تدل على 209 00:21:00,880 --> 00:21:10,660 أنه وقع في المعصية بأن أكل من الشجرة بخلاف ما أمره 210 00:21:10,660 --> 00:21:17,760 الله تبارك وتعالى أن لا يأكل من هذه الشجرة، وصورة 211 00:21:17,760 --> 00:21:22,420 طاها تبين هذا المشهد حقيقة، وإذ قلنا للملائكة 212 00:21:22,420 --> 00:21:27,660 اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى، فقلنا يا آدم إن 213 00:21:27,660 --> 00:21:33,740 هذا عدو لك و لزوجك فلا يخرج جنكما من الجنة فتشقى 214 00:21:33,740 --> 00:21:38,340 إن لك أن لا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تضمأ فيها 215 00:21:38,340 --> 00:21:43,820 ولا تضحى، فسوس إليه الشيطان قال: يا آدم هل أدلك على 216 00:21:43,820 --> 00:21:48,380 شجرة الخلد وملك لا يبلى؟ فأكل منها فبدت لهم 217 00:21:48,380 --> 00:21:53,960 سوئاتهم وطفق يقصفان عليهم من ورق الجنة، وعصى آدم 218 00:21:53,960 --> 00:22:00,370 ربه فغوى، الآية فيها دلالة صريحة وواضحة على أن آدم 219 00:22:00,370 --> 00:22:05,730 عليه السلام وقع في العصيان، لكن الله تبارك وتعالى 220 00:22:05,730 --> 00:22:12,630 لكنه استغفر وتاب وأناب إلى الله تبارك وتعالى، هذا 221 00:22:12,630 --> 00:22:18,790 بالنسبة لآدم عليه السلام، هذا بالنسبة لآدم عليه 222 00:22:18,790 --> 00:22:25,100 السلام، موسى عليه السلام وجد رجلًا من بني إسرائيل 223 00:22:25,100 --> 00:22:30,980 يقتاتِ المعقبطِ مصريًّا فوكزه موسى هكذا دفعه فقضى 224 00:22:30,980 --> 00:22:38,720 عليه، ليس قصدًا إنما يسمى قتل الخطأ، فموسى عليه 225 00:22:38,720 --> 00:22:47,380 السلام بمجرد أن مات هذا الرجل اعترف بذنبه وأقرّ 226 00:22:48,630 --> 00:22:52,630 اعترف بذنبه وطلب المغفرة من الله تبارك وتعالى، قال 227 00:22:52,630 --> 00:22:58,690 رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور 228 00:22:58,690 --> 00:23:06,610 الرحيم، مباشرة أيقن أنه أخطأ مع أن القتل ليس عمدًا مع 229 00:23:06,610 --> 00:23:12,810 أن القتل الذي حصل، هذا الحادث ليس عمدًا، أيضًا في حق 230 00:23:12,810 --> 00:23:17,890 سيدنا داود عليه السلام، قال تعالى: فاستغفر ربه وقر 231 00:23:17,890 --> 00:23:23,630 عًا راكعًا وأناب، وهذا الأمر كان بعد أن جاءه خصمان 232 00:23:23,630 --> 00:23:32,750 يختصمان في شاة، إن ليه تسعة وتسعون نعجة وليه نعجة 233 00:23:32,750 --> 00:23:39,370 واحدة؟ آه إن أخي له تسعة وتسعون نعجة وليه نعجة 234 00:23:39,370 --> 00:23:44,250 واحدة، فحكم بالنعجة لواحد منهم لصاحب التسعة وتسعين 235 00:23:44,250 --> 00:23:51,930 فهذه رواية، والرواية الثانية في هذه الصورة أن 236 00:23:51,930 --> 00:23:58,730 امرأتان جاءتا لداود عليه السلام، امرأتان جاءتا لداود 237 00:23:58,730 --> 00:24:04,370 عليه السلام وقد اختلفتا في ابن لهما 238 00:24:07,010 --> 00:24:16,830 كانت يعني تلهيان مع ابنائهما فجاء الذئب فأكل ابن 239 00:24:16,830 --> 00:24:25,550 واحدة منهما، فذهبتا اختلفتا على الولد المتبقي، زعمت كل 240 00:24:25,550 --> 00:24:32,190 واحدة منهما أن المتبقي ابنها، فذهبتا إلى داود عليه 241 00:24:32,190 --> 00:24:37,500 السلام ليحكم بينهما، فحكم داود عليه السلام للكبرى 242 00:24:37,500 --> 00:24:44,820 حكم بالولد للكبرى، فخرجت من عنده ومرت على سليمان 243 00:24:44,820 --> 00:24:50,000 عليه السلام ابنه، ففهمها سليمان كما قال سبحانه 244 00:24:50,000 --> 00:24:56,960 وتعالى، فأمر سليمان بإحضار سكين ليشق الولد بينهما 245 00:24:56,960 --> 00:25:06,220 بين المرأتين، يعني الإمرأتين، فقالت الصغرى: لا تشقهوا 246 00:25:06,220 --> 00:25:12,980 اتركوه، فحكم بالولد لها، علم أنها هي الأم الحقيقية 247 00:25:12,980 --> 00:25:16,600 وهذا من الفطن والذكاء الذي سنتحدث عنه إن شاء الله 248 00:25:16,600 --> 00:25:22,640 في الأنبياء والمرسلين، هذه فطنة والذكاء تدل على فطنة 249 00:25:22,640 --> 00:25:26,900 سليمان عليه السلام، وهذا أمر زوده الله تبارك وتعالى 250 00:25:26,900 --> 00:25:35,190 به، فداود عليه السلام أدرك أنه أخطأ فاستغفر ربه وقرّ 251 00:25:35,190 --> 00:25:40,490 راكع وأناب فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفةً و 252 00:25:40,490 --> 00:25:45,230 حسن مقابلة مثل هذه الأمور حصلت مع نبينا صلى الله 253 00:25:45,230 --> 00:25:50,090 عليه وسلم والقرآن قد سجل لنا مثل هذه الأمور وهذه 254 00:25:50,090 --> 00:25:54,820 العتابات سجلها القرآن الكريم لنبينا صلى الله عليه 255 00:25:54,820 --> 00:25:59,120 وسلم عتاب من الله تبارك وتعالى يا أيها النبي لم 256 00:25:59,120 --> 00:26:04,780 تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور 257 00:26:04,780 --> 00:26:11,900 ورحيم وسبب نزول هذه الآيات كما ذكر العلماء أن 258 00:26:11,900 --> 00:26:15,460 عائشة 259 00:26:15,460 --> 00:26:21,660 رضوان الله عليها وحفصة بنت عمر بن الخطاب رضوان الله 260 00:26:21,660 --> 00:26:26,360 عليه كانت تغار من إحدى زوجات النبي صلى الله عليه 261 00:26:26,360 --> 00:26:33,960 وسلم وهي مارية القبطية فاتفقت مع بعضهن البعض أن 262 00:26:33,960 --> 00:26:38,460 إذا جاء النبي صلى الله عليه وسلم عند واحدة منهن أن 263 00:26:38,460 --> 00:26:45,980 تقول له ابتعد عني فإنك رائحة فمك كريهة لأكلك العسل 264 00:26:45,980 --> 00:26:50,230 من عند مارية فعلت عائشة مثل ذلك ثم لما ذهب عند 265 00:26:50,230 --> 00:26:56,250 حفصة فعلت حفصة مثل هذا الكلام، أي نعم فالنبي صلى 266 00:26:56,250 --> 00:27:01,090 الله عليه وسلم من وفائه وحبه لأزواجه قال انتهى 267 00:27:01,090 --> 00:27:07,050 الأمر خلاص الأمر سهل وبسيط يحرم عليّ أن أكل العسل 268 00:27:07,050 --> 00:27:13,030 فأنزل الله تعالى عتابه لنبيه يا أيها النبي لم تحرم 269 00:27:13,030 --> 00:27:18,250 ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور 270 00:27:18,250 --> 00:27:23,710 ورحيم هذا عتاب من الله تعالى أيضا عتبه الله في 271 00:27:23,710 --> 00:27:31,490 أسرى بدر في أسرى بدر فكان للنبي أن يقتل أهل بدر 272 00:27:31,490 --> 00:27:40,000 الأسرى منهم يثبت دعائم الإسلام وتقوى شوكته ويعلم 273 00:27:40,000 --> 00:27:46,600 القاصي والداني شكيمة المسلمين وقوتهم وقوة شوكتهم 274 00:27:46,600 --> 00:27:53,540 في الأرض وبعد ذلك له أن يأخذ الفدية لكن قبل الخيار 275 00:27:53,540 --> 00:27:59,680 الثاني أخذ بالخيار الثاني وهو قبول الفدية عنهم من 276 00:27:59,680 --> 00:28:04,670 أهليهم فقبل الفدية وكان هذا رأي أبي بكر الصديق 277 00:28:04,670 --> 00:28:08,050 رضوان الله عليه وكان الرأي الأول هو رأي عمر بن 278 00:28:08,050 --> 00:28:13,750 الخطاب رضوان الله عليه أي نعم فنزل القرآن الكريم 279 00:28:13,750 --> 00:28:18,550 مؤيدا لرأي عمر بن الخطاب ما كان لنبي ما كان لنبي 280 00:28:18,550 --> 00:28:23,290 أن يكون له أسرى حتى يثقن في الأرض حتى يثقن في 281 00:28:23,290 --> 00:28:27,800 الأرض حتى تثبت شوكة الإسلام أيّضا عتاب النبي صلى 282 00:28:27,800 --> 00:28:31,180 الله عليه وسلم عتاب الله تبارك وتعالى للنبي صلى 283 00:28:31,180 --> 00:28:35,780 الله عليه وسلم الذي سجله الله عز وجل في صورة كاملة 284 00:28:35,780 --> 00:28:40,800 اسمها صورة عبس عبس النبي في وجه عبد الله بن أم 285 00:28:40,800 --> 00:28:46,120 مكتوم وهذا الضرير الأعمى الذي كان يأتي للنبي صلى 286 00:28:46,120 --> 00:28:49,500 الله عليه وسلم ليسأله عن الإسلام وكان النبي قد 287 00:28:49,500 --> 00:28:56,550 انشغل في تلك الآونة رغبة منه انشغل بمقابلة كبار 288 00:28:56,550 --> 00:29:00,930 القوم، كبار قريش، رغبة منه في دخولهم في الإسلام 289 00:29:00,930 --> 00:29:07,090 فسجل الله عز وجل عتابه للنبي صلى الله عليه وسلم في 290 00:29:07,090 --> 00:29:14,240 تشاغله عن مقابلة عبد الله بن أم مكتوم عبس وتولى 291 00:29:14,240 --> 00:29:19,680 أنجاه الأعمى إلى آخر القصة، فهذا الأمر بالنسبة 292 00:29:19,680 --> 00:29:25,200 للصغائر أمر معلوم، وله أدلة وشواهد في القرآن 293 00:29:25,200 --> 00:29:32,110 الكريم، وهذا ما تناقله العلماء قال الشيخ الإسلام 294 00:29:32,110 --> 00:29:36,670 المبتهيمية وعامة ما يُنقل عن جمهور العلماء أنهم 295 00:29:36,670 --> 00:29:41,170 الضمير عاد على الأنبياء أن الأنبياء غير معصومين 296 00:29:41,170 --> 00:29:45,790 عن الإقرار على الصغائر ولا يقرون عليها ولا يقولون 297 00:29:45,790 --> 00:29:51,410 أنها لا تقع بحال لأ هي تقع تقع كما ذكرنا نماذج من 298 00:29:51,410 --> 00:29:57,290 القرآن الكريم ونحن مرة أخرى لو لا أن القرآن الكريم 299 00:29:57,290 --> 00:30:06,310 أثبت لبعضهم هذه المعاصي هذه الذنوب هذه الصغائر هذه 300 00:30:06,310 --> 00:30:13,250 المخالفات للأولى لنسميها كذا أدبا مع أنبياء الله 301 00:30:13,250 --> 00:30:19,270 تبارك وتعالى لم نسجل هذا الأمر ولم نقوله ولم نتفوه 302 00:30:19,270 --> 00:30:24,770 به لكن نحن نثبت للأنبياء ما أثبته الله عز وجل لهم 303 00:30:24,770 --> 00:30:29,530 وأول من نقل عنهم من طوائف الأمة القول بالعصمة 304 00:30:29,530 --> 00:30:36,330 مطلقا وأعظمهم قولا لذلك الرافضة فإنهم يقولون 305 00:30:36,330 --> 00:30:40,290 بالعصمة حتى ما يقع على سبيل النسيان والسهو 306 00:30:40,290 --> 00:30:45,670 والتأويل والشيعة الذين هم الرافضة يقولون بالعصمة 307 00:30:45,670 --> 00:30:50,810 المطلقة ليس للأنبياء فحسب هذا ما يجب أن يكون واضحا 308 00:30:50,810 --> 00:30:58,610 ليس للأنبياء فحسب إنما للأنبياء وأيضا لأئمتهم وهو 309 00:30:58,610 --> 00:31:02,990 المفاجأة هذا الأمر العجيب فهم يعتبرون أن الدين 310 00:31:02,990 --> 00:31:14,520 ناقص وأن الإمام جاء ليكمل الشرع فعليا الإمام الأول 311 00:31:14,520 --> 00:31:19,900 ثم الحسن ثم الحسين وعندهم اثنا عشر إماما ينتهي 312 00:31:19,900 --> 00:31:25,960 بإمامهم الغائب محمد بن الحسن العسكري هذا الإمام 313 00:31:25,960 --> 00:31:30,580 الغائب الذي يزعمون أنه مختبئ في سرداب بمدينة سامراء 314 00:31:30,580 --> 00:31:35,970 غرب العراق يعتقدون بأنهم معصومين على اعتبار أن 315 00:31:35,970 --> 00:31:39,730 الدين ناقص وهؤلاء جاءوا ليكملوا هذا الدين فقالوا 316 00:31:39,730 --> 00:31:44,570 بعصمة الأنبياء الأنبياء عندهم معصومون لابد أن 317 00:31:44,570 --> 00:31:49,650 يكونوا معصومين لأنهم مشرعين تماما حتى أن كلمة 318 00:31:49,650 --> 00:31:54,630 السنة مصطلح السنة عندهم مصطلح السنة هو ما أثر عن 319 00:31:54,630 --> 00:32:01,800 المعصوم هذا تعريفهم أثر عن المعصوم والمعصوم هنا 320 00:32:01,800 --> 00:32:09,880 تشمل من؟ الأنبياء والأئمة الأنبياء والأئمة على كل 321 00:32:09,880 --> 00:32:16,640 حال يستعظم البعض أن نقول مثل هذا الكلام عن أنبياء 322 00:32:16,640 --> 00:32:21,820 الله تبارك وتعالى فهم يقولون أن هذه جرأة على 323 00:32:21,820 --> 00:32:29,560 الأنبياء الأنبياء لا يمكن أن يقعوا في المعاصي البتة 324 00:32:29,560 --> 00:32:38,180 لا صغائر ولا كبائر لا صغائر ولا كبائر ونحن قلنا أن 325 00:32:38,180 --> 00:32:43,400 الكبائر هم معصومون منها مطلقا قبل البعثة وبعدها 326 00:32:43,400 --> 00:32:50,560 أما الصغائر فقد تقع من بعضهم قد تقع من بعضهم لكن 327 00:32:50,560 --> 00:32:55,630 النبي لا يقر عليها ولا يسكت عنها إنما ينزل الوحي 328 00:32:55,630 --> 00:33:00,690 فينبهه فينتبه فيستغفر ويتوب ويعود إلى الله تبارك 329 00:33:00,690 --> 00:33:07,710 وتعالى هؤلاء لديهم شبهات لهم 330 00:33:07,710 --> 00:33:14,230 شبهتين الشبهة الأولى قالوا أن الله عز وجل أمر 331 00:33:14,230 --> 00:33:16,290 باتباع الرسل والتأسي بهم 332 00:33:19,790 --> 00:33:24,070 والأمر باتباعهم يستلزم أن يكون كل ما يصدر عنهم 333 00:33:24,070 --> 00:33:31,170 محلا للاتباع فكل ما يصدر عنهم علينا أن نفعله كل ما 334 00:33:31,170 --> 00:33:38,330 يصدر عنهم علينا أن نطبقه فلو كانوا غير معصومين لو 335 00:33:38,330 --> 00:33:42,890 كانوا غير معصومين وفعلوا الذنب أو المعصية ونحن 336 00:33:42,890 --> 00:33:48,230 مأمورين باتباعهم لكون مأمورين بفعل المعصية 337 00:33:51,920 --> 00:33:55,480 لكن مأمورين بفعل المعصم، هذه الشبهة الأولى عندهم 338 00:33:55,480 --> 00:34:00,800 مرة ثانية أعيدها قالوا أن الله تبارك وتعالى أمر 339 00:34:00,800 --> 00:34:04,300 باتباع الأنبياء والمرسلين كما في نبينا لقد كان لكم 340 00:34:04,300 --> 00:34:09,660 في رسول الله أسوة حسنة ونحن مأمورين باتباعهم 341 00:34:09,660 --> 00:34:15,080 والأمر باتباعهم يستلزم أن نقتدي بهم في كل ما يصدر 342 00:34:15,080 --> 00:34:18,820 عنهم فلو كانوا غير معصومين 343 00:34:21,260 --> 00:34:25,880 يعني لو صدرت عنهم المعصية أو الذنب ونحن مأمورين 344 00:34:25,880 --> 00:34:31,180 بأن نتأثى بهم كأننا مأمورين بأن نفعل الخطأ 345 00:34:31,180 --> 00:34:37,280 والمعاصي هذه شبهتهم هذه الشبهة الأولى ونحن نقول 346 00:34:37,280 --> 00:34:43,940 هذه الشبهة صحيحة وفي محلها لو كانت المعصية خافية 347 00:34:43,940 --> 00:34:51,540 غير ظاهرة بحيث تختلط بالطاعة ولكن الله وهذا رد 348 00:34:51,540 --> 00:35:01,580 عليهم المعصية ظاهرة وواضحة وواضحة 349 00:35:01,580 --> 00:35:08,140 والوحي لا يسكت عنهم الله تبارك وتعالى ينبههم 350 00:35:08,140 --> 00:35:14,680 فيستغفرون ويتوبون ويوفقون إلى التوبة من غير تأخير 351 00:35:18,350 --> 00:35:23,430 من غير تأخير والنبي والإنسان يعود بعد التوبة أفضل 352 00:35:23,430 --> 00:35:30,390 منه حالا قبل التوبة ثم الشبهة الثانية أن الذنوب 353 00:35:30,390 --> 00:35:39,210 تنافي كمال وأنها نقص وهذا صحيح الذنوب تنافي كمال 354 00:35:39,210 --> 00:35:48,730 وأنها نقص نقول وهذا صحيح إن لم يصاحبها توبة لكن إن 355 00:35:48,730 --> 00:35:55,270 صاحبها توبته، فالتوبة تغفر الذنب، ولا تنافي 356 00:35:55,270 --> 00:36:01,330 الكمال، كما قلت قبل قليل، وقولهم في الذنب أصلا 357 00:36:01,330 --> 00:36:08,130 دليل على بشريته ثم مسارعتهم للتوبة هذا هو الأمر 358 00:36:08,130 --> 00:36:13,030 الذي يجب أن نتأسى بهم فيه بأن إذا وقعنا في ذنب أو 359 00:36:13,030 --> 00:36:17,390 في معصية نسارع إلى الاستغفار والتوبة والرجوع 360 00:36:17,390 --> 00:36:23,050 والإنابة إلى الله تبارك وتعالى والإنسان سواء كان 361 00:36:23,050 --> 00:36:30,750 نبيا أو غيره بعد التوبة يصبح حالا أفضل من حاله قبل 362 00:36:30,750 --> 00:36:35,310 التوبة فالإنسان عندما يقع في الذنب يلجأ إلى الله 363 00:36:35,310 --> 00:36:43,570 اللجوء هذا عبادة الاستغفار عبادة الندم عبادة العزم 364 00:36:43,570 --> 00:36:49,110 على أن لا يعود عبادة يقبل على الطاعات صلاة صيام 365 00:36:49,110 --> 00:36:55,490 قيام حتى يضمن أن الله عز وجل يغفر له ذنبه فيصبح 366 00:36:55,490 --> 00:37:02,150 حاله أفضل مما كان قبل المعصية هذا يؤكد أن هذه 367 00:37:02,150 --> 00:37:07,470 الشبهة أو أن هذه الشبهات لا محل لها أمام النقد 368 00:37:07,470 --> 00:37:14,370 العلمي وأمام مثل هذه المناقشة العلمية المتواضعة 369 00:37:14,370 --> 00:37:22,210 ننتقل إلى الحالة الثالثة بالنسبة للعصمة عصمة 370 00:37:22,210 --> 00:37:27,890 الأنبياء كونهم بشر الخطأ في بعض الأمور الدنياوية 371 00:37:29,330 --> 00:37:36,050 لكن بغير قصد بغير قصد الخطأ في بعض الأمور 372 00:37:36,050 --> 00:37:44,750 الدنياوية الدنياوية بغير قصد قبل قليل رأينا داود 373 00:37:44,750 --> 00:37:52,410 عليه السلام كيف أنه أخطأ في الحكم للمرأتين فحكم 374 00:37:52,410 --> 00:37:59,380 للولد للكبرى لكن سليمان عليه السلام قال تعالى 375 00:37:59,380 --> 00:38:04,920 ففهمناها سليمان، سليمان عليه السلام تميز عن والده 376 00:38:04,920 --> 00:38:15,660 بالحكمة والعلم، ففهمناها سليمان، فحكمه أمر بإيتيان 377 00:38:15,660 --> 00:38:20,440 بالسكين ليشق الولد بينهما، فقالت الصغرى لا تفعل 378 00:38:21,310 --> 00:38:27,770 فحكم بالولد لها علم أنها هي الأم الحقيقية والتي 379 00:38:27,770 --> 00:38:31,730 تحرص على سلامة ابنها سواء كان عندها أو عند غيرها 380 00:38:32,190 --> 00:38:35,810 سواء كان عندها أو عند غيرها، فهذا خطأ في الأمور 381 00:38:35,810 --> 00:38:41,130 الدنياوية، لكن بغير قصد، بغير قصد، فيمكن يجوز 382 00:38:41,130 --> 00:38:44,310 عليهم على الأنبياء عليهم السلام الخطأ في الأمور 383 00:38:44,310 --> 00:38:49,270 الدنياوية وهذا مع تمام عقلهم، لاحظي أننا هنا لا 384 00:38:49,270 --> 00:38:54,130 ننقص من عقولهم ومن فطنتهم ومن ذكائهم ومن قوة 385 00:38:54,130 --> 00:38:59,160 بصيرتهم ومن سداد رأيهم، هم عليهم السلام كما سناتي 386 00:38:59,160 --> 00:39:03,700 في صفاتهم يتصفون بالفطنة والذكاء لكن في الأمور 387 00:39:03,700 --> 00:39:07,480 الدنياوية قد يخطئ الواحد منهم وهذا ما سجلته أيضا 388 00:39:07,480 --> 00:39:13,980 لنا السنة النبوية الصحيحة فقد روى مسلم الرافع بن 389 00:39:13,980 --> 00:39:20,600 خديج قال قدم نبي الله صلى الله عليه وسلم المدينة 390 00:39:20,600 --> 00:39:27,030 وهم يؤبرون النخل يؤبرون بمعنى يلقحون النخليأتوا 391 00:39:27,030 --> 00:39:34,950 بالجنو من النخلة الذكر ويرشون ما فيه من رذاذ و 392 00:39:34,950 --> 00:39:41,870 لقاح على قريب من النخلة الأنثى يعني أو الإنتاية 393 00:39:41,870 --> 00:39:48,340 فيحصل التلقيح بقدرة الله تبارك وتعالى فوجدهم يلقوا 394 00:39:48,340 --> 00:39:52,480 .. قال النبي عليه الصلاة والسلام قال لهم ماذا 395 00:39:52,480 --> 00:39:56,140 تصنعون؟ ما تصنعون؟ قال كنا نصنعه يعني طول الأمر ده 396 00:39:56,140 --> 00:40:00,400 احنا بنفعل هذا الأمر يا رسول الله متعودين هيكد قال 397 00:40:00,400 --> 00:40:07,340 لعلكم لو لم تفعلوا كان خيرا جربوا تتعبوا حالكوا 398 00:40:07,340 --> 00:40:12,810 ليه؟ ما المقدر مقدر اتركوا هذا الأمر ولعله يحصل خير 399 00:40:12,810 --> 00:40:18,210 يعني لعله لعلكم لو لم تفعلوا كان خيرا فتركوه 400 00:40:18,210 --> 00:40:24,630 استجابة لنبيهم وحبا لهم وثقة بهم وثقة به عليه 401 00:40:24,630 --> 00:40:32,250 الصلاة والسلام فالرواية بتقول فنفضت فنفضت أو فنقصت 402 00:40:32,250 --> 00:40:37,170 فنفضت يعني لو افترضنا أن المدينة المنورة كل سنة 403 00:40:37,170 --> 00:40:40,270 بتنتج ثلاثين طن من التمر 404 00:40:42,330 --> 00:40:49,110 تلك السنة على رواية فنفضت لم تأتي بشيء أو أن 405 00:40:49,110 --> 00:40:55,750 المدينة كانت تنتج ثلاثين طن من التمر كل سنة على 406 00:40:55,750 --> 00:41:00,630 رواية فنقصت لم تأتي في تلك السنة إلا بخمسة طن في 407 00:41:00,630 --> 00:41:07,790 الفرق بين خمسة طن و بين ثلاثين طن قال رافع فذكروا 408 00:41:07,790 --> 00:41:12,490 ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال إنما أنا بشر إذا 409 00:41:12,490 --> 00:41:20,850 أمرتكم بشيء من دينكم من دينكم فخذوا به إذا أمرتكم 410 00:41:20,850 --> 00:41:29,730 بشيء من دينكم فخذوا به الدين يجب كما قلنا سابقا 411 00:41:29,730 --> 00:41:36,880 العصمة في تبليغ الدين الدين يجب أن نلتزمه تماما وما 412 00:41:36,880 --> 00:41:41,340 أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ما 413 00:41:41,340 --> 00:41:46,340 أمرتكم إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوه وإذا أمرتكم 414 00:41:46,340 --> 00:41:54,860 بشيء من رأيي فإنما أنا بشر فإنما أنا بشر أي نعم قل 415 00:41:54,860 --> 00:42:00,300 إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليك ثم هو عليه الصلاة 416 00:42:00,300 --> 00:42:06,460 والسلام الذي قال إنما أنا بشريأتين الخصمان فربما 417 00:42:06,460 --> 00:42:12,640 كان الواحد ألحا من الآخر أحيانا 418 00:42:12,640 --> 00:42:22,800 يأتي الخصوم ويكون واحد شاطر في الكلام بصفة الحكي 419 00:42:22,800 --> 00:42:29,530 كويس فالقاضي يحكم بحسب ما سمع إنما أنا بشر يأتين 420 00:42:29,530 --> 00:42:35,150 الخصمان فيكون أحدهما ألحا من الآخر فمن قضيت له بحق 421 00:42:35,150 --> 00:42:41,950 أخيه فكأنما اقتطعت له قطعة من النار الشاهد إنما 422 00:42:41,950 --> 00:42:49,450 أنا بشر أنا أحكم بما أسمع أنا لا أعلم الغيب قد 423 00:42:49,450 --> 00:42:55,190 أخطئ في الأمور الدنيوية قد أخطئ في الأمور الدنيوية 424 00:42:56,020 --> 00:43:00,500 ومن ذلك أيضا ما كان من اجتهاد النبي صلى الله عليه 425 00:43:00,500 --> 00:43:09,420 وسلم عندما أنزل الجيش في غزوة بدر اختار مكانه 426 00:43:09,420 --> 00:43:14,820 فجاءه الحباب بن المنذر رضوان الله عليه قال له يا 427 00:43:14,820 --> 00:43:19,560 رسول الله أهذا منزل أنزلكه الله أم هي الحرب 428 00:43:19,560 --> 00:43:26,310 والخديعة؟ أهذا الصحابي في غاية الأدب يسأل النبي هذا 429 00:43:26,310 --> 00:43:29,530 المنزل اللي احنا ملزمين فيه الله عز وجل أشاره الله 430 00:43:29,530 --> 00:43:33,750 أوحى لك به أم هي الحرب والخديعة فيه ممكن أنراي في 431 00:43:33,750 --> 00:43:38,230 الموضوع قال بل هي الحرب والخديعة قال إذا هذا ليس 432 00:43:38,230 --> 00:43:45,670 بالمنزل فأشار عليه الحباب بن المندر أن ينتقل 433 00:43:45,670 --> 00:43:51,130 بالجيش بجيش المسلمين إلى منطقة آبار بدر فجعل 434 00:43:51,130 --> 00:43:55,920 الآبار خلف جيشه عليه الصلاة والسلام قال له إذا 435 00:43:55,920 --> 00:44:00,700 عطشنا شربنا وإذا عطشوا لا يشربون ردموا الآبار 436 00:44:00,700 --> 00:44:06,880 وأبقوا على بئر واحدة وهكذا كان بعد مشيئة الله عز 437 00:44:06,880 --> 00:44:13,040 وجل النصر لهذه الفئة المؤمنة القليلة إذا هذا أمر 438 00:44:13,040 --> 00:44:17,380 دنيوي يمكن للنبي أن يخطئ فيه 439 00:44:25,880 --> 00:44:29,940 وبهذا نكون قد علمنا أن أنبياء الله معصومين عن 440 00:44:29,940 --> 00:44:34,960 الخطأ في الوحي ولنحذر ممن يطعنون في تبليغ الرسول 441 00:44:34,960 --> 00:44:40,720 صلى الله عليه وسلم ويشككون في تشريعاته فالتشريعات 442 00:44:40,720 --> 00:44:46,560 ليست اجتهادات شخصية التشريع قال تعالى وما ينطق عن 443 00:44:46,560 --> 00:44:51,920 الهوى إن هو إلا وحي يوحى سؤلت اللجنة الدائمة هذه 444 00:44:51,920 --> 00:44:56,760 لجنة فتوى في السعودية سؤلت هل الأنبياء والرسل 445 00:44:56,760 --> 00:45:05,500 يخطئون؟ فأجابت نعم يخطئون، مقصود الخطأ هنا في 446 00:45:05,500 --> 00:45:12,010 الصغائر نعم يخطئون ولكن الله لا يقرهم على خطائهم بل 447 00:45:12,010 --> 00:45:17,750 يبين لهم خطأهم رحمة بهم وبأمامهم ويعفو عن زلتهم 448 00:45:17,750 --> 00:45:23,270 ويقبل توبتهم فضلا منه ورحمة والله غفور ورحيم كما 449 00:45:23,270 --> 00:45:29,350 يظهر ذلك من تتبع الآيات القرآنية التي جاءت في هذا 450 00:45:29,350 --> 00:45:36,450 الموضوع إذا مرة أخرى في الحديث عن الأنبياء، أو عند 451 00:45:36,450 --> 00:45:40,550 الحديث عن الأنبياء عليهم السلام، يجب أن نكون في 452 00:45:40,550 --> 00:45:47,430 غاية الانتباه وغاية اليقظة غاية التركيز بأننا نتحدث 453 00:45:47,430 --> 00:45:53,370 عن أشرف خلق الله تبارك وتعالى وعن صفوته وعن الذين 454 00:45:53,370 --> 00:45:59,090 اختارهم الله تبارك وتعالى لنقل وحيه وشرعه وتعاليمه 455 00:45:59,090 --> 00:46:04,910 سبحانه وتعالى إلى خلقه فهؤلاء معصومون هؤلاء أطهر 456 00:46:04,910 --> 00:46:10,350 الناس هؤلاء صفوة صفوة الله إن الله اصطفى آدم و نوحا 457 00:46:10,350 --> 00:46:15,530 و آل إبراهيم و آل عمران على العالمين وهكذا كل 458 00:46:15,530 --> 00:46:19,750 الأنبياء عليهم السلام نكتفي بهذا القدر في موضوع 459 00:46:19,750 --> 00:46:23,630 الاسم بارك الله فيكم والسلام عليكم ورحمة الله 460 00:46:23,630 --> 00:46:24,170 وبركاته